محب كاسر (22 سبتمبر 1946 - 18 ديسمبر 2021) هو ممثل مصري ترك بصمة كبيرة في عالم الفن المصري، خاصة في أدوار الشخصيات الريفية والصعيدية. ولد في مركز إسنا بمحافظة قنا، ونشأ في بيئة بسيطة ساعدته على تشكيل ملامح فنية واقعية، تجلت في أداءه لأدوار الحارس أو البواب أو الغفير، والتي كانت السمة الغالبة على معظم أدواره في بداياته.
بدأ محب كاسر مسيرته الفنية في أوائل ستينيات القرن العشرين، حيث شارك في أول أفلامه، "يوم الحساب" عام 1962. في تلك الفترة، كانت أدواره صغيرة ومحدودة، ولكنه استطاع من خلالها لفت الأنظار بقدرته على تجسيد الشخصيات البسيطة بطريقة طبيعية وغير متكلفة. في البداية، انحصرت أدواره في السينما غالبا في إطار الشخصيات التي تنتمي للطبقات العاملة، مثل الحارس أو الغفير، وهي شخصيات قريبة من بيئته الصعيدية.
مع مطلع الثمانينيات، قرر محب كاسر التفرغ للتلفزيون، حيث وجد فرصا أكبر لتقديم أدوار أكثر تنوعا وعمقا. حقق نقلة نوعية من خلال مشاركته في مسلسلات تلفزيونية شهيرة تركت بصمة كبيرة في ذاكرة الجمهور المصري. كان أحد أبرز أدواره في مسلسل "دموع في عيون وقحة" عام 1980، والذي يعتبر من الأعمال الوطنية الرائدة التي تتناول قصص المخابرات المصرية.
استمر كاسر في تألقه عبر الشاشة الصغيرة من خلال أدواره في مسلسلات مثل "محمد رسول الله" عام 1983 و"عائلة الأستاذ شلش" عام 1985، وصولً إلى مشاركته في المسلسل الشهير "ليالي الحلمية" عام 1987، الذي حقق شهرة واسعة واعتبر من الأعمال التلفزيونية الخالدة في الدراما المصرية.
توفي محب كاسر في 18 ديسمبر 2021 عن عمر ناهز 75 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان. ترك وراءه إرثا فنيا غنيا بالأدوار المميزة التي حفرت في ذاكرة المشاهد المصري، وسيظل اسمه مرتبطا بالشخصيات البسيطة التي كان يتقن تجسيدها.
يعتبر محب كاسر واحدا من الفنانين الذين برعوا في تقديم الشخصيات الثانوية في الأعمال الفنية، لكنه استطاع من خلال هذه الأدوار أن يترك أثرا قويا. كانت شخصياته دائما محملة بالواقعية والعفوية، مما جعله من الممثلين الذين يحظون باحترام وتقدير سواء من زملائه أو من جمهوره. تميز بالتواضع والالتزام، وعرف بقدرته على تقديم الأداء المقنع الذي يعكس حقيقة الشخصية التي يؤديها.
يظل محب كاسر رمزا للفنان المكافح الذي استطاع بموهبته وجهوده أن يحقق مكانة مميزة في عالم الفن.
ليست هناك تعليقات: