
محمد عتريس (17 نوفمبر 1945 - 1 مايو 2008) هو ممثل مصري نابع من أعماق الريف المصري، حيث ولد في إحدى قرى مركز فاقوس بمحافظة الشرقية. هذه البيئة الريفية البسيطة التي نشأ فيها قد تكون شكلت جزءا من شخصيته الفنية والإنسانية، إذ استطاع من خلالها أن يعبر عن قضايا وهموم البسطاء في المجتمع المصري.
لم يكن محمد عتريس من الفنانين الذين يتصدرون أغلفة المجلات أو يتهافت عليهم المنتجون لأدوار البطولة، بل تميز بكونه من هؤلاء الفنانين الذين يحترفون الأدوار الثانوية، والتي قد تكون قصيرة لكن مؤثرة في سياق العمل الدرامي أو السينمائي. كان له بصمة واضحة في فترة ازدهار ما يعرف بـ أفلام المقاولات في السينما المصرية خلال الثمانينيات والتسعينيات. كانت هذه الأفلام تتسم بسرعة إنتاجها وميزانيتها المنخفضة، لكنها استطاعت أن تبرز مواهب فنية عديدة، من بينهم عتريس.
من أشهر الأعمال التي شارك فيها محمد عتريس كانت أفلام مثل "الحقونا" و"اقتل مراتي ولك تحياتي" و"مسجل خطر" و"الحب والرعب". هذه الأفلام لم تحقق شهرة عالمية، لكنها حظيت بشعبية كبيرة في مصر خلال فترة عرضها، وكانت لها جماهيرها التي كانت تتابع هذا النوع من الإنتاجات السينمائية. عتريس، رغم أنه لم يكن في أدوار البطولة، استطاع أن يترك أثراً ملموساً بأدائه المتواضع والصادق.
في الأول من مايو عام 2008، رحل محمد عتريس عن عالمنا عن عمر ناهز 63 عاما، تاركا خلفه إرثا من الأدوار التي ربما لم تكن متصدرة المشهد، لكنها كانت جزءا من نسيج السينما المصرية خلال فترة معينة. يعد محمد عتريس مثالا للفنان الذي يتقن دوره ويؤديه بأمانة دون السعي إلى الشهرة أو المجد الشخصي.
فهو واحد من هؤلاء الذين قد لا يتذكرهم الجميع، لكن لا يمكن نسيان إسهامهم في إثراء الشاشة المصرية بتفانيهم ومهارتهم، حتى وإن كانوا خلف الأضواء.
ليست هناك تعليقات: