
محمد متولي (11 مارس 1945 - 17 فبراير 2018) هو أحد أبرز الفنانين المصريين الذين تركوا بصمة واضحة في السينما، المسرح، والتلفزيون. ولد في شبين الكوم بمحافظة المنوفية، لكن حياته امتدت بين عدة أماكن أثرت في تكوينه الفني والشخصي، منها مدينة الإسكندرية التي عاش فيها. التحق بكلية دار العلوم ثم تابع شغفه بالفن والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليبدأ من هناك مسيرته الفنية الغنية التي امتدت لعقود.
كانت أول خطوات محمد متولي في عالم السينما من خلال فيلم "خلي بالك من زوزو" عام 1972، وهو فيلم يعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية. منذ تلك اللحظة، بدأ متولي رحلة طويلة شارك خلالها في عشرات الأفلام والمسلسلات التي تركت أثراً كبيراً لدى الجمهور المصري والعربي.
على مدار مسيرته الفنية، شارك محمد متولي في العديد من الأعمال التي حققت نجاحاً جماهيرياً واسعاً. في السينما، كان له دور مميز في فيلم "سلام يا صاحبي" (1987) مع الزعيم "عادل إمام"، وكذلك في فيلم "الإمبراطور" (1990) و"إلا ابنتي" (1992)، وأيضاً في الفيلم الكوميدي "واحد صعيدي" (2014).
أما في التلفزيون، فقد تألق في مسلسلات عديدة أبرزها "ليالي الحلمية"، "أرابيسك"، و"زيزينيا". هذه الأعمال ليست مجرد مسلسلات عابرة، بل كانت جزءاً من الذاكرة الجمعية للمشاهد المصري، حيث تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية تلامس واقع المجتمع.
إلى جانب السينما والتلفزيون، كانت للمسرح مكانة خاصة في قلب محمد متولي. شارك في مسرحيات مثل "البرنسيسة" و"الأبندا" التي كانت من الأعمال الناجحة على خشبة المسرح المصري. هذه المسرحيات أظهرت مدى قدرته على التفاعل مع الجمهور الحي وإضفاء جو من المرح والإثارة على خشبة المسرح.
لعل أبرز ما يميز محمد متولي هو موهبته الفطرية في التمثيل، والتي ظهرت بوضوح في أدواره المختلفة. سواء في الكوميديا أو الدراما، كان متولي قادراً على تجسيد شخصيات متنوعة بصدق وإتقان. من أبرز أدواره الدرامية كان دوره في فيلم "سارق الفرح"، حيث أظهر عمقا في الأداء أثبت موهبته في تقديم أدوار تحمل مشاعر متناقضة ومعقدة.
تزوج محمد متولي من سيدة من خارج الوسط الفني، وكانت أيضا خريجة كلية دار العلوم. أنجب منها ابنتين، وكان يعيش حياة هادئة بعيداً عن الأضواء رغم شهرته الواسعة في الوسط الفني.
خلال مسيرته الفنية التي امتدت لعقود، شارك محمد متولي في 232 عملا ما بين السينما، المسرح، والتلفزيون. قدم شخصيات متنوعة أثرت في وجدان المشاهد المصري. رغم وفاته في 17 فبراير 2018، لا تزال أعماله تعرض وتذكر، لتبقى موهبته حية في ذاكرة الفن المصري.
محمد متولي كان فناناً مخلصاً لمهنته ولجمهوره، استطاع أن يقدم أعمالا بسيطة ولكن بصدق وإحساس جعلته من النجوم الذين لا يمكن نسيانهم.
ليست هناك تعليقات: