
ميشيل المصري كان من أبرز الموسيقيين المصريين في القرن العشرين، ولد في عام 1933 بالقاهرة ونشأ في بيئة كانت تهوى الموسيقى والغناء، بالرغم من معارضة والده لدخوله عالم الفنون. من بداية حياته، أظهر ميشيل شغفاً كبيراً للموسيقى والرسم، وهو ما جعله يلقى تشجيعاً من أساتذته. التحق سرا بمعهد ليوناردو دافنشي للفنون الجميلة في القاهرة عام 1948، ثم بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية في عام 1949، حيث بدأ دراسته في عزف آلة الكمان، لكنه تحول لدراسة آلة الكورنيت النحاسية بناءً على توجيهات مدير المعهد.
كون ميشيل فرقة موسيقية من 25 عازفاً، وكان لها تأثير كبير في المشهد الموسيقي المصري. عزف مع أساطير الغناء المصري مثل "أم كلثوم" في حفلاتها الأخيرة، حيث شارك في أغنيات مشهورة مثل "أغداً ألقاك"، "من أجل عينيك"، "يا مسهرني"، و"ليلة حب". كما كان العازف الأول في "فرقة الرحابنة" التي رافقت "فيروز"، وشارك في توزيع العديد من الأغاني الشهيرة، مثل ثلاثية "محمد عبد الوهاب" التي غنتها وردة "بعمرى كله حبيتك"، و"أنده عليك"، و"في يوم وليلة".
اتجه ميشيل المصري لاحقاً إلى التوزيع الموسيقي لأعمال كبار الملحنين المصريين والعرب، وكتب الموسيقى لأكثر من 15 فيلماً روائياً مصرياً و27 مسلسلا تلفزيونياً. تميز أسلوبه الموسيقي بالبساطة والعمق في آن واحد، وهو ما يعرف بـالسهل الممتنع.
من أبرز أعماله التي لا تزال تتردد في الأذهان تتر مسلسل "ليالي الحلمية" (1987)، ومسلسل "عائلة الحاج متولي" (2001)، بالإضافة إلى أعمال مثل "حكاية اتنين"، "131 أشغال"، "دموع الفرح"، "الطوفان"، و"من الذي لا يحب فاطمة" (1993).
ترك ميشيل المصري إرثاً فنياً كبيراً يتجاوز المائة عمل فني، بما في ذلك الموسيقى التصويرية، وتترات المسلسلات، والأغاني، والأفلام، والأبريتات الغنائية، والمؤلفات الموسيقية. يعد ميشيل المصري واحداً من الموسيقيين الذين ساهموا في تشكيل وجدان الموسيقى المصرية والعربية على مدار عقود طويلة.
ليست هناك تعليقات: